-
بآي بآي نفط الخليج !
هذه هي الجملة الدارجة حاليا في اﻷوساط النفطية بالوﻻيات المتحدة اﻷمريكية، وفي وﻻيتي 'نورث داكوتا' و 'تكساس' تحديدا، مع انخفاض معدل استيراد النفط المكافئ العالمي ليصل إلى أدنى مستوى له وهو 6 مﻼيين برميل، بعدما وصل إلى أعلى مستوى عند 12 مليون برميل في اليوم مع نهاية عام 2008 ، وهو أدنى مستوى منذ أكثر من 25 عاما، وهي بداية مرحلة استغناء أمريكا عن نفوط العالم و بداية مرحلة اﻻكتفاء الذاتي، ثم مرحلة تصدير النفط الى الخارج بعد تقريبا 10 سنوات من اﻵن.
هي مناسبة أمريكية سعيدة لهم وأبرزها بأن المنطقة الخليج لم تعد ضمن أولوياتهم اﻹستراتيجية اﻷمنية، ولم يعد النفط الخليجي عنصر مهم، ولم يعد يمثل أي مخاوف اقتصادية لهم، سواء بالتموين اليومي أو في تقلبات أسعار النفط، حيث ستتجنب هذه العوامل التي تؤثر في حياتهم اليومية، أو مخاوف من وقف وقطع اﻹمدادات النفطية، لتصبح اﻵن أمريكا محمية من جميع هذه المخاطر، وتعيش مطمئنة بمواردها الذاتية .
مايهمنا اﻵن ليس فقط اﻻعتماد والتركيز على اﻷسواق اﻵسيوية في الصين والهند و كوريا، لكن الخوف هو من انخفاض في معدل أسعار النفط أمام التحديات القادمة من دول أمريكا الشمالية من النفط الصخري، هذا هو الذي سيكون مصدر الخوف و اﻷرق المستقبلي.
وواقع اﻷمر أن أسعار النفط باﻷسواق اﻷمريكية ستنخفض وستقل عن بقية أسعار نفوط العالم بداية من العام الحالي، وهذا يمثل واقع مر جديد مع رفض الكونجرس و الحكومة اﻷمريكية تصدير أي انتاج محلي الى الخارج، اﻻ أن من المحتمل أن يتم تصدير الغاز الصخري الى الخارج خﻼل اﻷربع سنوات القادمة، اذا ما تمكنت من تثبيت استمرار انتاج واستخراج الغاز الصخري بنفس المعدﻻت الحالية أو أكثر.
وتتوقع اﻷوساط النفطية اﻷمريكية بأن تنخفض أسعار النفط الى مادون 100 دوﻻر عالميا، ومن المتوقع أن يصل معدل سعر النفط اﻷمريكي محليا مادون ال 90 دوﻻر، مما سينعكس ﻻحقا على أسعار النفوط العالمية، عن طريق تحكم الوﻻيات المتحدة في أسعار النفط، أو التأثير عليها بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وحتى باستعمال واستغﻼل القنوات الدولية للتأثير، وعلى إجبار خفض اﻷسعار ومقارنتها بأسعار نفوطهم المحلية المنافسة، خاصة وأن معدل إنتاج النفط المحلي في تزايد،
ومن المتوقع أن يصل الى أكثر من 8 مﻼيين برميل مع نهاية العام القادم و بزيادة 3 مﻼيين خﻼل ال 4 سنوات الماضية، في حين انخفض معدل استهﻼك النفط من أعلى معدل من 21 مليون في عام 2007 الي 19 مليون في العام الماضي .
واﻹتجاه العام سيكون في مواصلة خفض معدل اﻹستهﻼك في السنوات القادمة وزيادة اﻹعتماد على الغاز المحلي الرخيص، وستستغل الحكومة اﻷمريكية ضعف أسعار الطاقة لصالح مصانعها وزيادة انتاجيتها وفي زيادة منافستها الخارجية بقطاعات النفط والبتروكيماويات والحديد والصلب وصناعاتها اﻷخرى، وضعف أسعار النفط والغاز لن يصب ولن يكون في صالح المستهلك العادي بزيادة الدعم، لكن ومن المؤكد أن يصب في صالح الصناعات اﻷمريكية المختلفة بزيادة اﻷداة و اﻻنتاجية والمنافسة العالمية وزيادة فرص العمل وخلق الوظائف الجديدة.
هي رسالة واستراتيجية واضحة المعالم واﻷسس وضعتها اﻻدارة اﻷمريكية مع تزايد انتاج النفط والغاز والبدائل اﻷخرى المختلفة في سبيل غرض وحيد، أﻻ وهو اﻹعتماد الذاتي القومي .
الخوف أو التهديد الحقيقي الذي سيواجهننا ليس فقط عدم اعتماد أمريكا على نفط الخليج، لكن سيكون من ضعف أسعار النفط مستقبﻼ، والمنافسة التي ستأتينا من امريكا و من كندا ومع دخول النفط الرملي في المعادلة، حيث سيباع النفط مابين 50 الى 80 دوﻻر دوﻻر للبرميل، وهذه كارثة أو أزمة خليجية أخرى، مما يعني أننا لن نستطيع أن نعيش، أو نتعايش مع هذا المعدل السعري الضعيف، وجميع دولنا تعتمد على نطاق سعري مابين 85 الى 90 دوﻻر للبرميل في حياتنا اليومية، وكيف ان نستطيع ان ننفق وان نعيش على ميزانية بقيمة 50 دوﻻرو اقل من 90 ، وماذا علينا أن نفعل.
لقد نادينا بخفض وضغط المصاريف وعدم التوجه الى تضخيم الميزانية، ونادينا بخفض الدعم المالي السنوي، وماحاجتنا إلى 20 مليار دينار وأكثر من دون إنتاجية، ومن دون عائد مالي أو بشري، وهل من خطة طوارئ، وهل من تنسيق مع بقية أعضاء دول مجلس التعاون أو مع منظمة 'أوبك'، أم أنها 'تهويشة' ومؤامرة أمريكية؟ وما علينا منهم.*
المصدر http://www.burnews.com/news-action-s...vdYl1I.twitter
-
رد: بآي بآي نفط الخليج !
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
-
رد: بآي بآي نفط الخليج !
-
رد: بآي بآي نفط الخليج !
-
رد: بآي بآي نفط الخليج !