|| .~ ما بين عملاق وعملاق ولدت أساطير .~ ||
كثيرون كانوا غير معروفين في أحد الأندية ثم تألقوا ليصنعوا شهرتهم في نادي آخر، لكن قليلين هم من كانوا مغمورين في نادي كبير وانتقلوا إلى كبير آخر ليصبحوا أساطير في فرقهم دافعين عشاق أنديتهم السابقة لطرح سؤال واحد وبسيط .. كيف رحل هؤلاء بهذه السهولة ؟
الملاحظ أن أغلب هؤلاء اللاعبين كانوا في الدوري الإيطالي وانتقلوا لدوري آخر أو نادي آخر داخل بلاد البيتزا.. ربما يقول البعض وقتها إن ذاك دليلاً على أن الكالتشيو هو الأصعب لكن ما رأيهم في لاعبين من عينة دافيدز أو بيرلو ؟ وما رأيهم في أن هؤلاء اللاعبين تألقوا أوروبيا أيضاً وأمام فرق إيطاليا كما تألقوا مع منتخباتهم بشكل كبير ؟
الملاحظة الأخرى أن أكثر من لاعب خرج من الميلان والإنتر لينتقل إلى فريق آخر ويتألق فيه، وقد يُنظر إلى هذه الظاهرة بطريقتين .. أن الميلان والإنتر لا يجيدان إستغلال المواهب الناشئة التي يملكانها ويفرطان فيها ووجهة النظر الأخرى أن مستوى هؤلاء اللاعبين لا يرتقي لمستوى الميلان والإنتر .. أميل للنظرية الأولى فلاعب مثل يوان جوركوف أبسط مثال على هذه النظرة الخاطئة التي يتحلى بها أدريانو جالياني ورفاقه في أنجح أندية إيطاليا على المستوى الأوروبي أو لاعب مثل ماريلو بالوتيلي الذي أراه خارج أسوار النيراتزوري الموسم القادم.
تفادينا الحديث عن لاعبين لم يشتركوا مع فرقهم السابقة من الأساس إلا في المراحل السنية فقط كفابريجاس مع برشلونة أو راؤول مع أتلتيكو مدريد، أو لاعبين كانت لهم مرحلة إنتقالية بين كبير وكبير آخر كإيتو مثلاً وفضلنا التركيز على لاعبين بمواصفات معينة.
لنستعرض معكم 9 لاعبين ينطبق عليهم هذا المثال مع ضرورة الأخذ في الإعتبار أنه ينبغي أن يكون الإنتقال بين ناديين كبيرين وألا يكون اللاعب قد توقع له كثيرون أن يصبح نجماً كبيراً بهذه الطريقة، وتركنا لك الإختيار العاشر لفتح مجال للنقاش حول الموضوع..
9 – دييجو فورلان (من مانشستر يونايتد إلى فياريال) .. تاه في بلاد الإنجليز وصار أفضل محترف أوروجوياني في العصر الحديث في بلاد الماتادور</STRONG>
</SPAN>
أكثر من أجبر السير أليكس فيرجسون على الإعتراف بالندم الشديد على التفريط فيه بسهولة .. "فيرجي" قال إنه طلب من الدولي الأوروجوياني أن يبقى لفترة أطول مع الشياطين لكنه كان قد عزم على الرحيل والتألق في مكان آخر. دييجو فورلان انتقل لمانشستر يونايتد وكله أمل في صنع المجد مع الشياطين الحمر، لكن موسمين سوداويين عاشهما الأوروجوياني الأشقر جعلاه يقرر الرحيل لفياريال.
في الغواصات الصفراء انفجرت مواهب فورلان، فبات أفضل مهاجم في الدوري الإسباني حاصلاً على لقب "البيتشيتشي" في الموسم الأول له ومبرهناً عن قدرات غير عادية في التهديف والتسديد بكلتا القدمين، والآن يلعب فورلان في صفوف أتلتيكو مدريد ولم تنضب عروقه التهديفية إذ توج بيتشيتشي مرة أخرى في العام الماضي بـ32 هدف كما فاز بجائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف في أوروبا.
</SPAN>فورلان "اليونايتد" 2002/2004 : 63 مباراة في موسمين -- > 10 أهداف
فورلان "فياريال" 2004/2007 : 106 مباراة في 3 مواسم -- > 54 هدف .. (هداف الدوري الإسباني بـ25 هدف)
</STRONG>
8 - إدجار دافيدز (من ميلان إلى يوفنتوس) .. الماكينة الهولندية من قمة الفشل في الروسونيري إلى قمة النجاح مع البيانكونيري</STRONG>
</SPAN>
بالتأكيد حقق إنجازات كبيرة مع أياكس، لكن كان مازال مغموراً ولم يكن يعرفه كثيرون هناك .. انتقل إلى الميلان بعد الوصول مرتين لنهائي دوري أبطال أوروبا مع أياكس لكنه كان إنتقالاً كارثياً عليه وكاد أن يجعل مسيرته في مهب الرياح، فالتقطه اليوفنتوس بعد موسم غير ناجح مع الروسونيري ليصبح أفضل لاعب وسط في السيدة العجوز لسنوات وسنوات والجميع يعرف أنه لم يعوض دافيدز في اليوفي أي لاعب حتى الآن .. صحيح كان إيمرسون البديل الجيد جداً لكن رحيله المبكر عن صفوف البيانكونيري بعد الكالتشيوبولي ثبت فكرة عدم وجود بديل لدافيدز الذي ربما كان أفضل لاعب في اليوفنتوس في نهايات التسعينيات ومطلع الألفية بعد ديل بييرو ونيدفيد.
دافيدز "ميلان" 1996/1997 : 19 مباراة في موسم واحد --> هدف واحد
دافيدز "يوفنتوس" 1997/2004 : 159 مباراة في 7 مواسم --> 10 أهداف</STRONG>
7 – روبيرتو أيالا (من ميلان إلى فالنسيا) .. من مدافع مغمور في الميلان إلى أفضل مدافع في تاريخ الخفافيش</STRONG>
</SPAN>
لو ذكرت أي مشجع لفالنسيا عن روبيرتو أيالا فستجد غصة في حلقه لا يستطيع التخلص منها حتى الآن، ففالنسيا تحول بعد رحيل أيالا من أفضل دفاع في إسبانيا إلى دفاع هش غير صلد. قائد المنتخب الأرجنتيني السابق انتقل بعد موسمين غير موفقين مع الميلان إلى فالنسيا ليقضي سبع مواسم ناجحة بطريقة ساحقة ليقود البلانكونيجروس إلى أحد أفضل فتراته في تاريخه إن لم تكن أفضلها.
لكن خلافاً حاداً نشب بين المدير الرياضي لفالنسيا آنذاك أميديو كاربوني مع زميله السابق أيالا أدى إلى رحيل الأخير في خبر صاعق لدفاع فالنسيا الذي مازال يبحث عن بديل لذاك المدافع ذو الخبرة الهائلة والذي يعتبر واحد من أفضل المدافعين في هذا العقد بلا ريب.
أيالا "ميلان" 1998/2000 : 24 مباراة في موسمين --> لا توجد أهداف
أيالا "فالنسيا" 2000/2007 : 189 مباراة في 7 مواسم --> 9 أهداف</STRONG>
6 – أندريا بيرلو (من إنتر إلى ميلان) .. لعب مع عدو الطليان وتألق مع محب الطليان</STRONG>
</SPAN>
لم يشذ أندريا بيرلو عن قاعدة إخفاق اللاعبين الطليان مع إنتر .. جلبوه من بريشيا فلعب لموسم معهم كان جد عادياً وأقل من العادي وأغلب المباريات التي شارك فيها كان إحتياطياً فيها فانتقل على سبيل الإعارة إلى ريجينا ثم إعارة أخرى لناديه الأصلي ومن ثم يأس بيرلو من الإنتر ويأس الإنتر من بيرلو.
لكن الغريب أن بيرلو لم ينتقل لفريق صغير، بل ترك الإنتر ليلتحق بالغريم الأزلي وينتشله المدرب الجديد للميلان آنذاك كارلو أنشيلوتي ليصبح أفضل صانع ألعاب في إيطاليا لسنوات وسنوات ويحصل مع الميلان على دوري الأبطال مرتين وعلى مركز الوصافة في مرة أخرى كما توج بطلاً للعالم مع الأتزوري ومازال يقدم أداءاً كبيراً مع الكبير ميلان.
بيرلو "إنتر" 1998/2001 : 23 مباراة في 3 مواسم --> لا توجد أهداف
بيرلو "ميلان" 2001 – حتى الآن: 261 مباراة في 9 مواسم --> 31 هدف</STRONG>
5 – دينيس بيركامب ( من إنتر إلى آرسنال ) .. من صفق له ملعب الإمارات لأول مرة
</STRONG>
</SPAN>
هو أول من لعب مباراة إعتزاله في ملعب الإمارات –الملعب الجديد لآرسنال- مختتماً مشواراً خرافياً وأسطورياً مع المدفعجية. بيركامب لم يفشل بالمعنى المفهوم مع أي من الفرق التي لعب لها لكن لو كان الإنتر يدرك مع سيفعله هذا النجم الأسطوري مع آرسنال لم يكن ليتركه أبداً. بيركامب صنع المجد مع الجنرز وبات أسطورة من أساطير الفريق اللندني.
قال عنه فان باستن يوماً "إذا كان جيجز يساوي 20 مليون فإن بيركامب يساوي 100 مليون" وقال عنه جوس هيدينك "بيركامب يمتلك أفضل تكنيك وأسلوب لعب من بين كل اللاعبين الهولنديين" أما تييري هنري فقال عنه "دينيس أفضل زميل لعبت إلى جواره في حياتي. حلم أي مهاجم في العالم أن يلعب معه لاعب مثله" وأخيراً قال عنه أيان رايت مهاجم الآرسنال الشهير "لقد طلبنا منه أن يأخذ آرسنال لأوروبا، وهذا بالضبط ما فعله معنا".
</STRONG></SPAN>
بيركامب "إنتر" 1993/1995 : 52 مباراة في موسمين --> 11 هدف
بيركامب "آرسنال" 1995/2006 : 316 مباراة في 11 مواسم --> 87 هدف</STRONG>
4 – خوان رومان ريكيلمي ( من برشلونة إلى فياريال ) .. صانع مجد الغواصات الصفراء</STRONG>
</SPAN>
كان الكل يراه مع برشلونة يداعب الكرة بطريقة جميلة ويبتسم منتظراً بزوغ نجم جديد في سماء الكامب نو، لكنه انتقل فجأة إلى فياريال بعد موسم واحد ليصبح بعدها أهم لاعب في صفوف الغواصات الصفراء.
ربما يكون واحداً من "أذكى" لاعبي العالم .. فريكيلمي لا يملك موهبة المراوغة بدرجة كبيرة قدر ما عنده قدرة على لعب تمريرات قاتلة لا يضاهيه فيها أحد. ريكيلمي حول هو وفورلان وبيلجريني فريق فياريال من فريق صاعد حديثاً لليجا إلى علامة صعبة في الدوري الإسباني، بل وقاد الفريق لغزو أوروبا والوصول لقبل نهائي دوري أبطال أوروبا قبل أن يدمر ينس ليمان أمله بتصديه لركلة جزاء من الساحر الأرجنتيني ذو ملامح الهنود الحمر، ولولاها لكنا رأينا هذا الأرجنتيني يرفع دوري الأبطال في إنجاز غير مسبوق لكنه حفر اسمه في سجلات التاريخ كلاعب لم ييأس بعد تركه لنادي كبير كبرشلونة.
ريكيلمي "برشلونة" 2002/2003 : 30 مباراة في موسم --> 3 أهداف
ريكيلمي "فياريال" 2003/2007 : 106 مباراة في 4 مواسم --> 36 هدف</STRONG>
3 – باتريك فييرا ( من ميلان إلى آرسنال ) .. مغمور في ميلانو ، أسطورة في لندن</STRONG>
</SPAN>
ربما يكون فييرا أكثر من ينطبق عليه فكرتنا هذه من أفكار جول .. ففييرا بالفعل كثيرون لا يعرفون أنه لعب في الميلان من الأساس، وقضائه موسم هناك مر مرور الكرام على الأغلبية الساحقة، كيف لا وهو الذي شارك في مباراتين فقط.
لكن فييرا ترك ميلان، وذهب إلى آرسنال "فينجر" ليصبح قائداً بالمعنى الحق لتشكيلة المدفعجية بعد أُفول نجم القائد الرئيسي بيركامب .. عشاق الجنرز يتذكرون جيداً كيف تمكنت منهم الحسرة على رحيله إلى اليوفنتوس .. صحيح سمح هذا الأمر ببزوغ نجم لاعب إسباني اسمه سيسك فابريجاس لكن لن ينسى أي لندني أحمر هذا اللاعب الذي كان عامود رئيسي في فوز آرسنال بالدوري الإنجليزي لثلاث مرات مع آرسن فينجر.
فييرا "ميلان" 1995/1996 : مباراتين في موسم --> لا توجد أهداف
فييرا "آرسنال" 1996/2005 : 279 مباراة في 10 مواسم --> 29 هدف</STRONG>
2 – روبيرتو كارلوس ( من إنتر إلى ريال مدريد ) .. هل ينقصك فقط أن تحلق "زيرو" لتتألق بهذه الطريقة ؟</STRONG>
</SPAN>
يتذكر الكثيرون كيف كان روبيرتو كارلوس مع إنتر .. لم يكن حليق الرأس بل كان يملك شعراً يربيه على الطريقة البرازيلية التي تتصور معها أنه لا توجد فرشاة شعر أو أمشاط في تلك البلد التي تستأثر بنصف مساحة أمريكا الجنوبية.
لكنه انتقل إلى ريال مدريد، وحلق رأسه على طريقة رونالدو فبات أسطورة بمعنى الكلمة .. اتفق فيها معنا زوار جول العربي نفسه بعد أن اختاروه كأفضل ظهير أيسر في العقد. صحيح أختلف معهم فقد اخترت مالديني لكن يظل كارلوس علامة هامة في تاريخ الأظهرة اليسرى في العالم، ولا ننسى تلك الموهبة الربانية التي يتمتع بها في التسديدات الصاروخية ومن إحداها حصل على لقب صاحب أفضل ركلة حرة في التاريخ. ذاك المبتسم دائماً فائزاً كان أو خاسراً يستحق مكاناً في قائمتنا هذه.
كارلوس "إنتر" 1995/1996 : 30 مباراة في موسم --> 5 أهداف
كارلوس "ريال مدريد" 1996/2007 : 370 مباراة في 11 موسم --> 47 هدف</STRONG>
1 - تييري هنري ( من يوفنتوس إلى آرسنال ) .. كيف تركت أفضل هداف في تاريخ البريمييرليج يا يوفي ؟</STRONG>
</SPAN>
تألق في كأس العالم فالتقطه يوفنتوس .. لا أعلم أي سبب جعل فريق السيدة العجوز يتركه فالرجل كان واضح أنه نجم كبير في الأفق.. لعب نصف موسم ثم رحل إلى آرسنال فصار أفضل هداف أجنبي في تاريخه وتاريخ البريمييرليج.. تجاوز آيان رايت وتجاوز الكثيرين من العمالقة الآخرين .. هنري ظُلم كثيراً بعدم حصوله على جائزة أفضل لاعب في العالم التي ذهبت جوراً في رأيي إلى زيدان .. النجم الفرنسي الأسمر فعل كل ما يمكن فعله مع المدفعجية وقادهم لصحوة كبيرة في تاريخهم بعد أن هبطت أسمهم كثيراً بعد إنطلاق البريمييرليج.
</SPAN>
قال عنه أحد الصحفيين البريطانيين " لفظة "عظيم" يستخدمها البعض كثيراً وبدون داعي لكن عظيم عندما تطلق على تييري هنري فإنها صحيحة تماماً"
وقال عنه ليونيل ميسي بعد أن قدم إلى برشلونة "في اليوم الأول الذي دخل فيها إلى غرفة خلع الملابس لم أجسر على النظر إليه، فقد كنت أعرف جيداً كل ما حققه في إنجلترا".</STRONG>
وقال عنه المعلق البريطاني الشهير أندي جري "لقد شاهدت كل شيء تقريباً في الدوري الإنجليزي طوال الـ25 عاماً الماضية، لكني لم أشاهد مثل هذا من قبل. لقد قلت قبل بداية المباراة أنه إستثنائي لكنه أكثر من ذلك. إنه غير قابل للإستبدال".
أما زميله ومواطنه روبيرت بيريس فقال عنه "عندما يكون تييري في يومه، يستطيع تسجيل هاتريك بكل سهولة. إنه مذهل".
هنري "اليوفي" 1999 : 16 مباراة في نصف موسم --> 3 أهداف
هنري "آرسنال" 1999/2007 : 254 مباراة في 8 مواسم --> 174 هدف</STRONG>
