-
بوالعلاء المعري
بوالعلاء المعري
اسم الشاعر :
المعرّي هو أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان. ولد في معرّة النعمان في شمال سوريا سنة 363 هجرية (973 ميلادية) وفي الرابعة من عمره أصيب بالجدري وفقد بصره. درس على أبيه الذي مات وهو في الرابعة عشرة من عمره، فرحل إلى حلب حيث كانت الحركة الثقافية التي ازدهرت في ظل سيف الدولة لاتزال نشيطة، ومن حلب إلى أنطاكية، وكانت لاتزال تدافع عما بقي لها من تراثها البيزنطي، ومن أنطاكية توجّه إلى طرابلس الشام، ومرّ باللاذقية فأخذ عن بعض الرهبان ما وجده عندهم من علوم اليونان وآرائهم الفلسفية.
في عام 398 هجرية رحل إلى بغداد حيث مكث عامين عاد بعدهما إلى معرّه النعمان ليجد أمه قد لحقت بأبيه فاعتزل الناس إلاّ خاصة طلاّبه وخادمه الذي كان يتقاسم معه دخله السنوي وهو ثلاثون دينارًا كان يستحقها من وقف. ورحل المعري سنة تسع وأربعين وأربعمائة هجرية .
المعرّي هو أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان. ولد في معرّة النعمان في شمال سوريا سنة 363 هجرية (973 ميلادية) وفي الرابعة من عمره أصيب بالجدري وفقد بصره. درس على أبيه الذي مات وهو في الرابعة عشرة من عمره، فرحل إلى حلب حيث كانت الحركة الثقافية التي ازدهرت في ظل سيف الدولة لاتزال نشيطة، ومن حلب إلى أنطاكية، وكانت لاتزال تدافع عما بقي لها من تراثها البيزنطي، ومن أنطاكية توجّه إلى طرابلس الشام، ومرّ باللاذقية فأخذ عن بعض الرهبان ما وجده عندهم من علوم اليونان وآرائهم الفلسفية.
في عام 398 هجرية رحل إلى بغداد حيث مكث عامين عاد بعدهما إلى معرّه النعمان ليجد أمه قد لحقت بأبيه فاعتزل الناس إلاّ خاصة طلاّبه وخادمه الذي كان يتقاسم معه دخله السنوي وهو ثلاثون دينارًا كان يستحقها من وقف. ورحل المعري سنة تسع وأربعين وأربعمائة هجرية .
-
::: ثِيابيَ أكفاني، ورَمْسيَ منزِلي، :::
وعيْشي حِمامي، والمنيّةُ لي بعْثُ ثِيابيَ أكفاني، ورَمْسيَ منزِلي،
فأفضلُ من أمثالِكِ النّفَرُ الشُّعث تحلَّيْ بأسنى الحّلْي، واحتلبي الغنى،
إلى اللَّهِ، حَزْنٌ ما توَطّأن أو وعْث يسيرون، بالأقدامِ، في سُبُل الهُدى،
ولا مَفرَقٍ تاجٌ، ولا أُذُنٍ رَعث وما في يدٍ قُلبٌ، ولا أسؤقٍ بُرىً،
-
::: أيا أرْضُ فوقَكِ أهلُ الذُّنوبِ، :::
فهلْ بكِ من ذاكَ همٌّ وبَثّ أيا أرْضُ فوقَكِ أهلُ الذُّنوبِ،
تهذِّبُ، ممّن عليك، الخبَثْ وقد زعمُوا النّارَ مبْعوثَةً،
وآخرُ باقٍ، طويلُ اللَّبَث وسِيّانِ ماضٍ قَصيرُ المدى،
لقدْ جلّ عن لِعِبٍ أو عبث وخَلقُكِ، من رَبّنا، حِكمةٌ،
إذا جاءهَ حافرٌ، فانتبث؟ وهل يحفِلُ الجسمُ، في رَمسهِ،
-
::: عَدِّ عن شارِبِ كأسٍ أسكَرَتْ :::
فهو مثلُ الكلبِ، في الرّجسِ ولَغْ عَدِّ عن شارِبِ كأسٍ أسكَرَتْ،
لم يَزَلْ يَطلُبُهُ، حتى بلَغْ والفتى ساعٍ لأقصى أمَلٍ،
-
::: إذا قُلتَ إنّ الشّيبَ للَّهِ صَبغُهُ :::
فقَد ضلّ بادي الغَيّ، للشّيبِ صابغُ إذا قُلتَ إنّ الشّيبَ للَّهِ صَبغُهُ،
تَرَوّعَ منها جِرولٌ والنّوابغُ نَوابغُ فَوْدٍ لا يُبالينَ خاضِباً،
-
::: مَن يُوقَ لا يُكلَمْ، وإن عَمدتْ له :::
نبْلٌ، تُغادِرُ شَخْصَهُ كالقُنْفُذِ مَن يُوقَ لا يُكلَمْ، وإن عَمدتْ له
فيما عليه، وكلُّها لم تَنْفُذِ بلغتْهُ مُرْهَفةُ النّصالِ، وأُثبِتَتْ
-
::: أراني في الثّلاثة من سجوني، :::
فلا تسأل عن الخبرِ النّبيثِ أراني في الثّلاثة من سجوني،
وكونِ النّفس في الجسد الخبيثِ لفقدي ناظري، ولزومِ بيتي،
-
::: من أحْسنِ الدّهرِ وقتاً ساعةٌ سلِمَتْ :::
من الشّرورِ، وفيها صاحبٌ حَدَثُ من أحْسنِ الدّهرِ وقتاً ساعةٌ سلِمَتْ
إنّ الزّمانّ قديمٌ، سِنُّه حَدَثُ أعجبْ بدَهرك أُولاهُ وآخِرهِ؛
أجداثُ قومٍ ولم يُحْفَرْ لهُ جَدَثُ أوْدى رَداهُ بأجيالٍ، فكم حُفِرَتْ
-
::: تنسّكْتَ بعدَ الأربَعينَ ضَرورةً، :::
ولم يبقَ إلاّ أن تقومَ الصّوارخُ تنسّكْتَ بعدَ الأربَعينَ ضَرورةً،
يرى الناسُ فضل النسك والمرء شارخ فكيفَ تُرجّي أن تُثابَ، وإنّما
-
::: أحسِنْ بهذا الشّرعِ من ملّةٍ، :::
يثبُتُ لا يُنسَخُ فيما نُسخْ أحسِنْ بهذا الشّرعِ من ملّةٍ،
كأنّنا في عالمٍ قد مُسِخ جاءَتْ أعاجيبُ، فوَيْحٌ لنا!
يُنزعُ أن يُخلِقَ، أو يتَّسخْ والجسمُ كالثّوبِ على روحِهِ،
كالغصنِ، من أصل أبيه، فُسخ والنّجْلُ إن بَرّاً، وإن فاجراً،
-
::: مُومِسٌ، كالإناءِ دنّسهُ الشَّرْ :::
بُ، ووَغدٌ، كأنّه الكلبُ والغْ مُومِسٌ، كالإناءِ دنّسهُ الشَّرْ
لقَضاءٍ، في عالَمِ اللَّهِ بالغ وعقولٌ لَيستْ ترُدُّ فَتيلاً،
-
::: لا خيرَ في الدّنيا، وإن ألهى الفتى، :::
فيها، مَثانٍ أُيّدَتْ بمثالثِ لا خيرَ في الدّنيا، وإن ألهى الفتى،
عَمَدَتْ لها، بالسّوء، كفُّ الغالثِ شرُّ الحياةِ بَسيطةٌ، مذمومةٌ،
بالضّربِ، لُزّ من الطّويلِ الثّالثِ وسلامةٌ كسلامةِ الجُزءِ الّذي،
-
::: أخو سفرٍ، قصدُهُ لحدُهُ :::
تمادى بهِ السّيُر، حتى بلَغْ أخو سفرٍ، قصدُهُ لحدُهُ،
وصاحبُها مثلُ كلبٍ ولَغ
ودُنياكَ مثلُ الإناءِ الخَبيثِ،
-
::: أيا جَسدي لا تجزَعَنّ من البِلى، :::
إذا صرت في الغبراء، تُحثى، وتُنبثُ أيا جَسدي لا تجزَعَنّ من البِلى،
خبيثاً، فإن الفعلَ شرٌّ وأخْبثُ وإن كانَ هذا الجسمُ قبلَ افتراقه
لَباثاً،وسيرُ الدّهر لا يتلبّثُ مَناكب ساعاتي ركبتُ، فأبتغي
كأني، بخَيطَيْ باطلٍ، أتشبّثُ نهارٌ وليلٌ عوقبا، أنا فيهما
وليداً، بتُرْبِ الأرض يلهو ويعبثُ أظُنُّ زماني، كونَهُ وفسادَهُ،
-
::: تقلُّ جسومَنا أقدامُ سَفْرٍ، :::
مشَتْ في ليلِ داجيةٍ بوعثِ تقلُّ جسومَنا أقدامُ سَفْرٍ،
ويدأبُ ناسكٌ لرجاءِ بعثِ وظاهرُ أمرنا عيشٌ وموتٌ،
ولا أُذُنٌ منعَّمةٌ برَعثِ فما رِجْلٌ مُخلَّدَة بحِجْلٍ؛