المجموعة القصصية لـيـتـنـي مـاتـلـوثت بـك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني أن أطرح لكم مجموعة قصصية رائعة
أثارت الكثير من الجدل وردود الفعل في الشارع الأدبي
تتكون هذه المجموعه القصصية من 17 قصة قصيرة
تندرج جميعها تحت عنوان
http://www.neelwafurat.com/images/lb...156/156837.gif
للكاتبة
فوزية الشدادي الحربي
أهدت هذه المجموعة القصصية إلى ضمير مذكر مخاطب دون
إشارة منطقية إلى نوع تلك العلاقة التي تربطها بضمير اهداءها
السيرة الذاتية
ــــ حاصلة على بكالوريوس آداب من جامعة الملك سعود عام 1993م.
ــــ عملت محررة بجريدة الجزيرة ثم سكرتيرة بجريدة دنيا النسائية.
ــــ شاركت في العديد من اللجان النسائية بمهرجانات ومؤتمرات وطنية .
ــــ مقررة اللجنة النسائية بالجمعية السعودية للإعلام والإتصال
ــــ معدة برنامج الأسرة في إذاعة الرياض لمدة عامين .
ــــ حصلت على جائزة القصة من نادي القصة السعودية لعام 2000م .
ــــ تعمل حالياً كإعلامية بوحدة الإعلام التربوي بالرياض .
هنا في هذا المتصفح سأطرح لكم أحبتي القصة الأولى
من مجموعتها القصصية ليتني ماتلوثت بك
وأعدكم بسرد القصص المتبقية كلاً على حده
فكونوا على الموعد أيها الأوفياء
كي ترتشفوا معي من جمال هذه القصص
وأتمنى أن تحوز على رضاكم وإعجابكم
أحاول فتح عينيَّ بتثاقل .. كل شيء يبدو حولي غريباً : الغرفة باردة جداً، وإخوتي يلتفون حول سريري، وهذا صوت بكاء أمي يصل لمسمعي .. زوجي يقف عند أقدامي.
الغرفة لا أعرفها، والملابس التي عليّ لا تخصني .. أصوات تتعالى .. تمتزج بعنف مع طنين الأجهزة، والأسئلة تسقط على مسمعي لا أستطيع ترجمتها... أخي الأكبر بصوته الهادر يردد على الطبيب : هل يعني ذلك انتحاراً يا دكتور؟ قل لي بالله عليك هل هي حالة إنتتحار؟؟؟
يااااه ماذا يا ترى حصل؟
أحاول أن ارتفع عن السرير، لكن كانت الإبر تمص دمي، وصدري مربوط بالأجهزة التي تقيس نبضاته المتهالكة.. كانت عيون اخوتي سياطاً من نار أشعر بكيها يلهب أضلعي.
كان أحدهم يمرر يده على جهاز قياس نبضات قلبي ويتمنى أن تفضح له خفاياها.
أمي تمسح دموعها (بشيلتها) الملفوفة بإحكام على وجهها الطاهر، وبعيوني المثقلة بالهمّ والألم أقرأ حزنها عليّ، أعرف كم هي نادمة على شبابي الذي ضاع مع هذا الذي يحمل أوراقاً تثبت ملكيتي..! أتمنى أن أرفع صوتي وأقول لها:
أقسم بالله بأني لم أخطئ بحقكم، اعلمي أني شريفة طاهرة
إلا إذا كان تلمسي لنبض قلبي جريمة ... أو كانت مصافحتي له ذات مساء خطيئة ...
كان هو يثبت وجوده بوقوفه عند أقدامي، لا يبدي أي مشاعر، لم يزعجه أن الطبيب قال محاولة انتحار، لم يكن ينتظر الإجابة. كل ما يُهمه أن يكون هذا الجسد الطري ملك يديه وليذهب قلبها للجحيم .
يقترب مني أخي، أنتفض خوفاً.. يشد شعري المتناثر بفوضوية على أكتافي بكل قوته وجبروته وملامحه الغاضبة يقول: لِمَ الإنتحار ؟؟ لماذا ؟
هل تريدين أن نكون حديث الناس؟ أنت ساقطة ؟؟
أطبق الحصار على لساني ، وأشيح بوجهي عنه.. هل أقول له بأني أخذت علبة المنوم لأني فقط أردت أن أنام أنام أنام أنام؟ أريد أن أكون في اللا وعي.. أريد أن أخرج من حصارهم لملكوت آخر من الخيال لا تمسه عيونهم وألسنتهم... تقترب أختي تبعد يده عني، تمسح العرق الذي يتفصد من جبيني،
تلملم شعري وتعقده خلف ظهري، تحاول إقفال أزارير ذلك اللباس الخشن وتستر ألمي المفضوح أمامهم منذ ليلة البارحة في طوارئ المستشفى..
وما لبثوا أن انسلوا واحداً تلو الآخر.. ما عدا هو، ما زال ينصب نفسه حارسا شخصيا، قبل مغادرته يمرر نظرة باشتهاء على جسدي، ويهمس بأذني: كم تبدين مغرية اليوم !!!!
اقتربت أختي مني أكثر، قبلتني، طلبتها ان تتصل به لتقول ((تريد أن تموت على صدرك قبل أن تذوب في عالمهم المقفر)) لكنها تهز رأسها بالرفض، وتردد: لا أحد يستحق أن تغرقي بالدموع ويرتفع صوت رفضها: لا أحد يستحق منكِ هذا الألم..
كنت أرجوها بكل ضعفي وهواني، قلت لها: ما دام يملك نصف روحي وعمري ونصف سعادتي ونصف ضحكتي ونصف أنفاسي، فهو يستحق ذلك.
فأنا لا أستطيع العيش مبتورة , لا أستطيع العيش نصف أنثى..
وعندما أحرقت دمعتي كفها تناولت هاتفها، طلبت الرقم..
جاء الصوت سريعاً (غير موجود بالخدمة) لحظتها بدأ طنين الأجهزة يخفت ويتلاشى , بدأت أنوار الغرفة تغرق بالسواد , ودمي الأحمر بالأنبوب يتجمد , وأعود للا وعي مرااااات عديدة .