بارك الله في روحك وجزآك جنة النعيم .
[align=center][table1="width:95%;background-color:white;border:7px solid purple;"][cell="filter:;"][align=center]
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
و على آله و صحبه و التابعين
و بعد
الشهوة أودعها الله في الإنسان ، وهي حيادية ،
بمعنى أنها يمكن أن تكون سلماً ترقى بها إلى الله،
و يمكن أن تكون دركات تهوي بها إلى الهلاك ،
لأنك مخير فهي حيادية ، فحينما توصَف الشهوة بأنها سبب الهلاك فالحقيقة أن الذي اتخذ قراراً بالهلاك هو الإنسان ،
هل يمكن لمركبة من أرقى أنواع المركبات صنعت لخدمة الإنسان أن يقودها الإنسان وهو مخمور فيهوي بها في أعماق الوادي ويقول المركبة شريرة أهلكتني ؟
لا ، استعمالها بغير أصولها هو الذي أهلك الإنسان ،
فالشهوة ليست أبداً سبب هلاك الإنسان
إنك من دون شهوة لا تتحرك ، لا تفعل شيئاً، الشهوة ترقى بها مرتين ، ترقى بها صابراً ، و ترقى بها شاكراً ،
فإذا متعت نفسك بما أحل الله لك ترقى إلى الله شاكراً ،
وإذا امتنعت عن شهوة نهاك الله عنها ترقى إلى الله صابراً ..
شاكراً و صابراً ، سلماً و دركات ، أنت المسؤول
الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة " كلمات دقيقات و بليغات "
ألا يا رُبّ شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً
تجد الذي ضبط نفسه، وأطاع ربه يرفع الله له ذكره، ويعلي قدره، تأتيه موجات من الفرح ،
موجات من الغبطة ، موجات من السعادة، تفوق ملايين أضعاف لذة الشهوة الآثمة
الإنسان الذي يأكل كل ما يشتهي ، ولا يرعى قواعد صحته كانت آلام الأمراض ،
و آلام التخلف الصحي أضعاف مضاعفة عن لذائذ الطعام والشراب ، إنها قضية موازنة
الإنسان عندما يستقيم يسعى لراحة قلبه ، تجد المستقيم ملكاً ،
المستقيم يشعر بنشوة، يشعر ببراءته، يشعر بطهارته، يشعر بسموه
أنت بحاجة للطعام والشراب ، وبحاجة إلى زوجة ، بعد أن تأكل و تشبع ، وبعد أن تتزوج و تتحصن فأنت أمام حاجة ثالثة أساسية ..
تحتاج إلى أن تكون ذا قيمة في المجتمع، القيمة لا تأتي من المال، تأتي من بطولة، تأتي من استقامة ، تأتي من علم
و من مساوئ الشهوات :
إما أن تذهِب مالاً بقاؤه خير من ذهابه ،
و إما أن تضع قدْرًا و جاهاً قيامُه خيرٌ مِن وضعه ،
و إما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذّ و أطيب من قضاء الشهوة ،
و إما أن تطرق لوضيع إليك طريقاً لم يكن يجدها قبل ذلك ،
و إما أن تشمت عدوا، وتحزن وليًّا ،
و إما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلةٍ (( خطب إنسان امرأةً من أسرة محترمة، والفتاة جميلة، وديّنة ،
ثم اكتشف أهل الفتاة أن له معصية كبيرة قبل أن يخطب الفتاة، فرفضوا متابعة الزواج، فهذه الشهوة الطارئة منعت نعمة مقبلة، فضاعت منه )) ،
و إمّا أن تحدث عيباً قد يبقى صفة لا تزول
مستحيل وألف ألف مستحيل أن تطيع الله عز و جل و تخسر
و مستحيل و ألف ألف مستحيل أن تعصيه و تربح
قال الله تعالى : ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾
والإنسان العاقل يخضع لتعليمات الصانع
و صانعك هو [ الله ] و تعليماته القرآن العظيم و السنة .
* من درس لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي " مع تصرف بسيط "
[/align][/cell][/table1][/align]
بارك الله فيك
نورتو متصفحي بمروركم الراقي..
وردكم الكريم فشكراً لكم من الاعماق على هذه الزياره ..
لِ روحكم الجووري
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات