37 تهليلة من القرآن لطلب الحاجة وشفاء المرضى ...

**شموخ الغربيه** · 08-11-2010, 03:10 PM

كيفية صعود الروح إلى بارئها !! :

الصعود شيء طبيعي للإنسان حيث تركبه من الطبقة العلوية وهي الروح والسفلية وهي الجسد ، فإن الروح لا ترتاح ببعدها عن الطبقة المخلوقة منها فترة كبيرة ، بل تحتاج إلى زيارات ولقاءات بين الفينة والفينة ، لان البعد يسبب مباينة وبالتالي يتسسب بهلاك الروح وانعدامها . والله سبحانه وتعالى جعل للروح فترات و أوقات خاصة تقوم بها لزيارة طبقتها وأما كيفيتها في تنقسم إلى ثلاثة :

القسم الأول : النوم ، فالنفس تقوم بزيارة تلك الطبقة العلوية عن طريق النوم حيث لا يمكن ذلك إلا من خلاله ، لان الروح بعدما جعلت في الجسد ابتعدت عن مكانها فلم تعد قادرة على الرجوع إليه إلا بالموت . وأما الوصول إليه و الرجوع منه غير ممكن إلا بسلطان وهو ( النوم ) ، فتقوم الملائكة بأخذ النفس حالة النوم لتطوف بها في عالمٍ جديد قريب من أصل منشئها لتأنس وتفرح به وتتزود منه ويمكن أن نطلق عليه

( عالم البرزخ )

القسم الثاني : وهو الكشف ، وهو عبارة عن طواف الروح في ذلك العالم حال الوعي واليقظة و الإلتفات ، وهذه لا تتم إلا لأهل العرفان وأصحاب الرياضات الروحية والأتقياء من علماء و غيرهم ولاصحاب المكاشفات والسالكين بالطرق الروحية الصحيحة المتبعة والمروية عن النبي (ص) و الأئمة (ع) ، فمثل هؤلاء تطوف أرواحهم وهي في أبدانهم في عالم الأرواح ، ويتنقلون بزيارات ذلك العالم وهم معنا بأبدانهم وحضورهم .

القسم الثالث : وهو الوحي ، فهو لخصوص المعصومين من أنبياء و أئمة و أوصياء وخلفاء الله سبحانه وتعالى سلام الله عليهم أجمعين ، فهؤلاء يقومون بهذه العملية من خلال الإتصال المباشر مع الله أو من خلال الملك الموكل ( الروح الأمين ) أو روح القدس أو غيرهم من ملائكة ربي عز و جل وكل ذلك يتم خلال اليقظة .

أقسام الوحي :

1- الوحي حال اليقظة : وهو التكلم مع الله عز وجل دون توسط أحد من خلقه ، سواء ملائكة أو غيرهم . ولهذه العملية شواهد من القرآن الكريم كقوله سبحانه وتعالى :
( وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة ) سورة الأعراف آية (22)
وكقوله تعالى في موضع آخر : ( وكلم الله موسى تكليماً ) سورة النساء آية (164)
2- الوحي حال اليقظة : لكن تتم هذه العملية بواسطة أحد خلق الله تعالى كأن ينتخب ملك أمين كجبرائيل يتوسط بين النبي وبين المولى سبحانه وتعالى كقوله تعالى :
( فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ) سورة آل عمران آية (39)
وقوله تعالى :
( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين ..... ) سورة الشعراء آية (193)
3- الوحي حال النوم : ولكن يختلف عن النوم العادي من حيث الرؤيا ، فإن النوم عند الناس قد يكون أضغاث أحلام وقد يكون فيه شيء من الواقع وممكن التصديق ، لكن النوم عند الأنبياء إنما هو وحي أكيد الوقوع ، وهو واجب الإلتزام به لأنه صادق مصدق وما يراه حقيقة . ورد في القرآن الكريم حاكياً عن النبي إبراهيم (ع) قوله تعالى :
( قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى .... ) سورة الصافات آية (102)
ورد النبي إسماعيل عليه السلام في قوله تعالى :

( يا أبت افعل ما تؤمر ..... ) سورة الصافات (102)
يتحصل لدينا أنه من هذّب النفس كانت بيده طوعة ومن أمسك الروح وابعد عنها ما يعكر صفوها قادر على أن يطوف بها حال اليقظة ، ومن عجز عن ذلك طاف بها حال النوم وهي الطريقة المباحة لكل الناس بلا استثناء لان الروح روح أكانت للمؤمن أم للكافر .

ورد عن علي أمير المؤمنين (ع) في حديث وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات قال (ع) : وأما قوله : ( يتوفاكم ملك الموت الذي وكِّل بكم ) وقوله : ( الله يتوفى الأنفس حين موتها ) وقوله : ( توفته رسلنا وهم لا يفرطون ) وقوله : ( الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ) وقوله : ( الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم )
فان الله تبارك وتعالى يدّبر الأمر كيف يشاء ويوكّل من خلقه من يشاء بما يشاء أما ملك الموت فان الله يوكّله بخاصته ممكن يشاء من خلقه و يوكّل رسله من الملائكة خاصة بمن يشاء من خلقه .

ويكفيك أن تتعلم أيها القارئ العزيز أن الله هو المحيي والمميت . و أنه يتوفى الأنفس على يدي من يشاء من خلقه من ملائكته وغيرهم ..