البيوت في الحضارة الإسلامية.. طبقا للمواصفات البيئية الحديثة





أثبتت عدد من الدراسات التي أجريت على البيوت الإسلامية أن درجة حرارة الهواء داخل هذه الأفنية أقل من درجة حرارة الهواء الخارجي صيفا، وأقل من درجة الحرارة فوق سطح المنزل بحوالي 4 إلى 7 درجات مئوية. وبصفة عامة فغالبا ما كانت تتوسط الفناء الداخلي نافورة أو شاذوران أو بركة ماء، كما كان يُزَوَّد بالأشجار المثمرة التي كانت تلقي بظلالها على أرضيته وعلى الواجهات المطلة عليه
. كذلك أفادت العديد من الدراسات العملية والمعملية بأن استخدام النوافير في فراغات مقفلة أو مفتوحة له آثار قوية في تحسين البيئة المناخية للمناطق ذات الطقس الحار.


وهو ما يعتبره العديد من الخبراء أحد اتجاهات المعالجات البيئية المهمة والمفيدة في المجتمعات العربية والإسلامية ذات الطقس الحار


ا: عذاب القبر في الإشارات القرآنية والبيان النبوي حقائق التاريخ الماثلة أمامنا وباعتبار وقوع غالب المدن الإسلامية في المناطق الحارة، فقد لجأ المعماري المسلم إلى وسائل عديدة للتظليل، منها فكرة عمل بروزات متراكبة بواجهات المباني المطلة على الشوارع، حيث يشغل الطابق السفلي قطعة الأرض بكامل مسطحها، بينما تبرز واجهات الدول الأول عن واجهات الدور الأرضي على هيئة بروزات كابولية، ثم تبرز واجهات الطابق الثاني عن واجهات الطابق الأول، وهكذا. وبذلك تقوم هذه البروزات المتراكبة بإلقاء الظلال على واجهة المبنى نفسه وعلى أرضيه الشارع التي تطل عليه، كما أنه في حالة وجود بعض العناصر المعمارية البارزة كالمشربيات مثلا فسيتم إلقاء المزيد من الظلال
، وقد نتج عن التقارب بين المباني في المدينة الإسلامية تحقيق ظل ذاتي، فقد استغل تظليل المباني المتجاوزة كوسيلة طبيعية لعزل الواجهات الخارجية للمباني، وكذلك كل الشوارع وممرات المشاة
وفي معظم البيوت الإسلامية المقامة بالمدن فإن الحوائط الخارجية للطابق الأرضي عادة ما تُبنى بالحجر الجيري بسمك 50 سم وأكثر، وبسبب اللون الفاتح للحجارة فإنها تعكس جزءا كبيرا من الإشعاع الشمسي الساقط عليها، والحجر الجيري مادة ذات سعة حرارية عالية، حيث أن كثافته كبيرة (1920 كجم/م3) مما يجعل زمن النفاذ الحراري من خلاله يصل إلى 15 ساعة[

لى فناء مدابر للريح، وفي الناحية الأخرى يحجب الرياح السائدة حائط شبه مغلق فيه صفان من الفتحات الصغيرة فينتج عن تدفق الهواء فوق المبنى وحوله منطقة ضغط جوي منخفض في الجانب المدابر للريح في داخل الرواق، مما يؤمن تدفقا منتظما للهواء بطريقة السحب من خلال الفتحات الصغيرة، وهذا المبدأ نفسه مطبق في إقليم الحلة بالعراق حيث استخدمه القرويون في تهوية مبانيهم الذى استخدم حديثا وتم تركيب شفاط لتهوية وازاله الروائح